:التحليل
:ايران وراء الحرَدْ السعودي و”الاسرائيلي” على واشنطن
مأزق حليفين مدلليْن
ايران هي كلمة السر بامتياز في توجهات السياسة الاميركية الراهنة على الصعيد الاقليمي، جسدها الرئيس اوباما بتوعد خصومه الجمهوريين انه لن يتوانى عن استخدام حق الفيتو لابطال مشروع من الكونغرس يفرض عقوبات جديدة على ايران في ظل مناخ استمرار المفاوضات النووية، مسترشدا ايضا بصلاحياته الدستورية في ادارة دفة السياسة الخارجية
لم تمضِ سوى سويعات قليلة على خطاب الرئيس اوباما السنوي وتصريحاته باستخدام الفيتو حتى فاجأ رئيس مجلس النواب، جون بينر، كافة الاوساط باعلانه عن استضافة بنيامين نتنياهو لالقاء خطاب امام جلسة مشتركة لمجلسي الكونغرس حول ايران والمفاوضات النووية. اعتبرت الدعوة “خارج سياق الاصول والاعراف الديبلوماسية،” كلمة السر ايضا في تدخله بما لا شأن له به، مما استدعى رداً قاسيا، وان مبطنا في البدء، من البيت الابيض ووزارة الخارجية معاً
الحزب الجمهوري وقادته اصابتهم “نشوة كأس الانتصار الانتخابي،” واعتقدوا لوهلة انهم قادرون على محاصرة الرئيس اوباما وسياساته وابطال مفعولها متى شاؤوا، سيما وان اغلبيتهم تعارض المفاوضات النووية مع ايران؛ وذهبوا للاستنجاد بالغريق الآخر نتنياهو لحشد الرأي العام ضد المفاوضات، فيما رأى هو فيها فرصة فريدة لتعزيز اسهمه قبل الانتخابات العامة في الكيان الشهر المقبل
نتنياهو الانتهازي يقحم نفسه
اثبت رئيس مجلس النواب، جون بينر، وقادة الحزب الجمهوري الآخرين انهم ذاهبون للمواجهة بدعوة نتنياهو للتدخل في شأن داخلي بحت، واقراراً منهم ربما بعجزهم عن صياغة موقف يتعارض مع استحقاقات الاستراتيجية الاميركية الشاملة وانكاراً لما اصاب القوة الامبراطورية من هزات خارجية فرضت عليها التراجع في بعض المواقع. نتنياهو من جانبه التقط الفرصة بسرعة وابرق قبوله الدعوة
دب الجدل بين المؤسستين التنفيذية والتشريعية عن تعدي احداهما على صلاحيات الأخرى واستقواء احداها بعامل اليهود الانتخابي على الرغم من التداعيات الداخلية لخطوة غير مسبوقة بالشكل والتوقيت والرسالة المراد ايصالها. رد البيت الابيض جاء سريعا ومتدرجا ايضا، بدءاً باعتبار الدعوة “خارج السياق .. وتمت دون تنسيق وتشاور مسبق،” اتبعه بتصريح يؤكد فيه عدم نية الرئيس اوباما لقاء نتنياهو خلال زيارته المنتظرة – التي تم تأجيل موعدها من شهر شباط الى آذار المقبل – حتى لا تستغل في الانتخابات “الاسرائيلية،” كما اوضح البيان. ايضا، اعلنت وزارة الخارجية وبالتزامن مع البيت الابيض عن عدم نية جون كيري لقاء نتنياهو
من المفارقة في هذا الصدد ان احدى اهم المنشورات المؤيدة للتيار المحافظ داخل الحزب الجمهوري، ناشيونال ريفيو، اوضحت ان دعوة اي زعيم اجنبي ليلقي خطابا في الكونغرس تتم حصرا عبر دعوة يصدرها رئيس البلاد
ومضى البيت الابيض في تصعيد اجراءاته على خلفية “التحدي،” بنقد علني للسفير “الاسرائيلي” لدى واشنطن، رون ديرمر، نسبت لمسؤول رفيع المستوى عبر صحيفة “نيويورك تايمز،” 28 كانون2، لدوره “الفاعل في ترتيب الدعوة، وكان باستمرار يضع مستقبل نتنياهو السياسي كاولوية على القضايا التي تربط علاقة اسرائيل والولايات المتحدة.” وعلقت الصحيفة بالقول ان “الانتقادات العلنية الموافق عليها رسميا لديبلوماسيين من دول حليفة اساسية أمر استثنائي”
نقلت وسائل الاعلام المختلفة ايضا اجزاء من تصريحات مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الاميركية قوله “.. تمكن بيبي (نتنياهو) من مفاجأتنا نحن ايضا،” الذين نتعامل معه باستمرار ومنذ زمن، وينبغي “عليه ان يتذكر ان الرئيس اوباما لديه نحو عام ونصف متبقية من ولايته الرئاسية، وسيتحتم دفع الثمن” على التدخل الارعن في الشؤون الداخلية الاميركية
جدير بالذكر ان ديرمر من مواليد الولايات المتحدة وشغل منصب مساعد احد استراتيجيي الحزب الجمهوري، فرانك لانتز، خلال انتخابات عام 1994 التي فاز بها الجمهوريون بمجلسي الكونغرس. لانتز درّس ديرمر في جامعة بنسلفانيا قبل قراره بتشغيل الاخير معه عام 1993
اللافت في المسألة ايضا ان الانتقادات تواصلت من بعض المسؤولين السابقين واعلام الجالية اليهودية. اذ قال السفير الاميركي السابق لدى تل ابيب، دانيال كيرتزر، ان ما فعله ديرمر “لا يمكن القبول به بالمطلق من زاوية الاصول الديبلوماسية .. فهو ناشط سياسي، وليس سفيراً حقاً.” المحرر السابق في “ايباك،” ام جيه روزنبيرغ، حذر مؤخرا قادة ونواب الحزب الديموقراطي توخي الحذر من نفوذ “ايباك” وعدم الاستكانة لاساليب تهديداته وابتزازته
شبكة “فوكس نيوز” للتلفزة، وهي احد اهم اركان المحافظين الجدد شنت ايضا نقدا لاذعا لصاحب الدعوة والمستلم، بينر ونتنياهو، “اللذين استهدفا تقويض الرئيس اوباما”
صحيفة “واشنطن بوست،” المقربة من البيت الابيض ووزارة الخارجية، صبت جام غضبها على صاحب الدعوة والضيف معاً واتهامهما بالتآمر قائلة “رئيس مجلس النواب، جون بينر، ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ارتكبا خطأً فادحاً بتآمرهما سوياً من خلف ظهر الرئيس اوباما، وارتدت الخطوة عليهما معاً.” واضافت ان كان “هدف بينر حشد دعم لمسألة العقوبات (على ايران)، فانه فشل بصورة مدهشة .. ودون تخطيط منه تحول الجدل الى شخص بينر الذي اضطر لقضاء بقية الاسبوع تبرير فعلته ولماذا قام بها من خلف ظهر الرئيس”
في الشق الدستوري الصرف، اعتبر استاذ القانون في جامعة سان دييغو، مايكل رامسي، ان الدعوة تعتبر انتهاكاً واضحاً للدستور الذي حصر دعوة واستقبال زعماء دول آخرين بالرئيس. اسبوعية “اتلانتيك” وبخت رئيس مجلس النواب بشدة مذكرة بأنه “ليس القائد الاعلى” للبلاد
توتر العلاقات بين الرئيس اوباما ونتنياهو ليست وليدة اللحظة، وانما برزت علانية منذ تولي الرئيس اوباما مهام ولايته الرئاسية الاولى. استضاف الكونغرس منذئذ نتنياهو مرتين لالقاء خطاب في جلستين مشتركتين، ويحظى بدعم الغالبية العظمى من اعضائه
بيد ان مفاوضات الملف النووي الايراني فاقم العلاقة اليومية، اذ ذهبت واشنطن للمفاوضات بناء على احتياجاتها الاستراتيجية وليس منة منها على ايران. تقدم طرفي التفاوض لتوقيع اتفاق نهائي برز اكثر من مرة لا سيما في الاشهر القليلة الماضية، واستخدم نتنياهو كل ما يستطيع تسخيره من دعم لافشال او ابطاء التوصل الى اتفاق، سواء في اروقة الكونغرس او الجانب الفرنسي. ونجح في تأجيج الخلافات الداخلية بين صلاحيات السلطة التنفيذية لابرام الاتفاقيات والسلطة التشريعية لاقرارها، وتوعد الكونغرس الرئيس اوباما بانه وحده من يملك صلاحية المصادقة على اي اتفاقيات خارجية
وتوصل الطرفين، البيت الابيض والكونغرس، الى اتفاق وسط بعد جهود مضنية كادت ان تطيح بالود المتبادل، وصوتت لجنة شؤون المصارف المالية في مجلس الشيوخ على قرار يقضي بفرض عقوبات اضافية على ايران على ان سريانها لن يدخل حيز التنفيذ الى بحلول 30 حزيران / يونيو المقبل. في ظل هذه الاجواء، كان باستطاعة نتنياهو وحضوره امام الكونغرس تعقيد الامور مرة اخرى بين السلطتين، سيما وقادة الكونغرس من الحزبين جاهزون دوما للمصادقة على مزيد من الدعم الاميركي “لاسرائيل،” عسكريا وماليا. وخشي البعض ان يستغل نتنياهو المنبر للمطالبة بمزيد من الدعم المالي لبرنامج الحماية من الصواريخ الباليستية.
نتنياهو على اعتقاد راسخ بأن الرئيس اوباما لم يعد يحسب له حساب في رسم السياسة الخارجية للولايات المتحدة، ولا يعول البتة على تلطيف الاجواء مع البيت الابيض قبل مغادرة الرئيس اوباما؛ ومن هنا باستطاعة المرء فك طلاسم تصرفات نتنياهو المتهورة تجاه البيت الابيض، ومراهنته على نسج علاقة مباشرة مع مجلسي الكونغرس. حقيقة الأمر ان نتنياهو يدرك ايضا حدود الضغط الاميركي الذي قد يمارسه الرئيس ووزير خارجيته “لتلطيف” غلواء السياسة “الاسرائيلية”
يقينا سعى نتنياهو توتير المناخ السياسي في الجولان السوري المحتل، بعملية الاغتيال الصاروخية لعناصر المقاومة اللبنانية وضابط ايراني برتبة عميد. الادارة الاميركية ليست في وارد اشعال حرب قد تتطور الى مواجهة شاملة في الفترة الراهنة على الاقل، سيما وان الانتخابات “الاسرائيلية” على بعد بضعة اسابيع وقد تطيح بنتنياهو دون حاجة البيت الابيض للتدخل بغية اسقاطه. وعليه، يمكن الاستناد الى تصريحات الادارة الاميركية عقب عملية حزب الله النوعية في مزارع شبعا المحتلة، اذ اكتفت بمطالبة الاطراف التزام التهدئة وعدم التصعيد. بعبارة اخرى، نتنياهو خسر الرهان للحصول على ضوء اخضر اميركي، كما تعود الكيان عليه منذ زمن، لشن عدوان جديد غامض النتائج
مستقبل غامض للسعودية
حضور وفد اميركي كبير يضم الرئيس اوباما وكبار اعوانه ومسؤولين سابقين من الحزبين في الرياض حفز جهود التيارات السياسية الاخرى التي ما لبثت تطالب بتغيير السياسة السعودية في بعض تجلياتها، لا سيما في مجال “حقوق الانسان” وحقوق المرأة. وتقاطرت مطالب عدد من النخب السياسية والفكرية بضرورة مراجعة العلاقة الثنائية بين واشنطن والرياض بعد رحيل الملك عبد الله، كي تتساوق بشكل افضل مع السياسات الاميركية في المنطقة والعالم قاطبة
حجم الوفد ومشاركة اعلى المسؤولين الاميركيين فيه بداعي “تقديم العزاء” رمى لطمأنة المملكة السعودية بأن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بالتفاهمات الأمنية التي ارست في لقاء الرئيس السابق روزفلت مع الملك عبد العزيز، على متن الطراد كوينسي في البحيرات المرة بقناة السويس. عرضت اميركا توفير الحماية لمملكة آل سعود مقابل منحها حقوق التنقيب وتسويق النفط. تسعير النفط الخام والمكرر كان حصرا بيد الجانب الاميركي عبر شركة “ارامكو،” واجهة شركة ستانداردر اويل اوف اميركا
عكف الجانب الاميركي منذئذ على ربط مصير المنطقة بمصالحهم الكونية ونسج سلسلة احلاف عسكرية: مبدأ ايزنهاور بحجة مناهضة الشيوعية؛ وحلفي بغداد والسينتو؛ ومباديء نيكسون وكارتر الذي انشأ “قوات التدخل السريع” الاميركية لمنطقة الخليج حصرا “لحماية تدفق مصادر الطاقة.” وعليه، ارتبطت السياسة السعودية عضويا بالمخططات الاميركية، وفتحت عوائد النفط الضخمة لتمويل ما تراه واشنطن من معارك: افغانستان، نيكاراغوا، الحملات الانتخابية في عدد من الدول الاوروبية “للحد من فوز الاحزاب الشيوعية واليسارية،” وتدمير الدول العربية منذ عام 2011 في ليبيا وتونس وسورية والعراق واليمن والبحرين
الدور السعودي المباشر في تهديد أمن واستقرار الدول العربية والاقليمية تحديدا تم الكشف عنه في شهر ايار/مايو 2007 في صيغة قرار اصدره الرئيس السابق جورج بوش الابن “يخول وكالة الاستخبارات المركزية تنفيذ عمليات ارهابية ..” واضاء القرار على “تعاون سعودي – اميركي تنفيذ اعمال ارهابية وتخريب في لبنان تستهدف بنية وجمهور حزب الله.” (محاولة اغتيال السيد محمد حسين فضل الله في بيروت، 8 آذار 1985، ذهب ضحيتها نحو 80 مدنيا وجرح 200 منهم). وكشفت صحيفة “واشنطن بوست” في تقرير جديد، 31 كانون2 /يناير 2015، عن ان عملية اغتيال القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية كانت عملية مشتركة اميركية –اسرائيلية
الكاتب الاميركي المخضرم ذو الخبرة الواسعة في المنطقة العربية، توماس ليبمان، فند مزاعم الساسة الاميركيين لاستمرار الرهان على مملكة آل سعود. وجاء في مقال نشره يوم 27 من الشهر الجاري ان “السياسة الخارجية للملك السعودي الراحل كانت حافة بالاخفاقات،” وغرض زيارة الوفد الرسمي الاميركي جاء “للتأكيد على استمرار الشراكة الاستراتيجية (بينهما) وحاجة كل منهما للآخر.” وذكّر الجانب الاميركي بأن “السعوديين يتحملون قدرا من المسؤولية عن اعمال العنف والاضطرابات المنتشرة امتدادا من ليبيا الى اليمن؛” واعتبر ليبمان ان “سورية شكلت ابرز اخفاقات سياسة الملك عبد الله .. فضلا عن فقدان السعودية لاي نفوذ سياسي او اقتصادي فعلي في العراق،” مما حفز ايران لملء تلك الفجوة، وفق رأيه
ايران ومفاوضات الملف النووي تشكلان “اصعب اختبار سيواجه الملك السعودي الجديد،” حسب رؤية ليبمان، اذ “يخشى القادة السعوديون نجاح المفاوضات قد يؤدي إلى انفراجة أوسع بين واشنطن وطهران على حساب المصالح السعودية”
تأزمت علاقة المملكة السعودية بواشنطن منذ مطلع عهد الرئيس اوباما الذي انصب جهده الاساس على ترتيب انسحاب مبرمج للقوات الاميركية من المنطقة، وما استدعته متطلبات الاستراتيجية من عقد تفاهمات مع الخصوم الاخرين، ايران تحديدا. في الشق الاقتصادي ايضا، اسهمت التقنية المتطورة لاستخلاص النفط من الترسبات الصخرية في الولايات المتحدة في تحول اميركا الى دولة مصدرة للنفط، بل اكبر دولة منتجة للنفط، وتراجع اعتمادها على النفط “السعودي.” بيد ان تلك التطورات لا تستدعي انتفاء حاجة واشنطن لدور المملكة السعودية، في المدى المنظور على الاقل، بل تأثره بمتطلبات واستحقاقات الاستراتيجية الكونية والتي لا تستطيع المنظومة السعودية التأقلم مع حقائقها بوتيرة مرضية
في الشق الاقتصادي الصرف، تجدر الاشارة الى تراجع الترتيبات التي اطلقها وزير الخارجية الاميركي الاسبق، هنري كيسنجر، بفرض الاتجار بالنفط بالدولار الاميركي واعتماده كعملة وحيدة؛ وتدوير العائدات النفطية “العربية” في المصارف الاميركية. بروز اقطاب عالمية اخرى مؤثرة، دول البريكس، وما تختزنه من امكانيات اقتصادية وعسكرية لا يجوز القفز عليها. وشرعت كل من روسيا والصين وايران تشكيل محور تجاري لا يستند الى التبادل بالدولار الاميركي، بل بالعملات الوطنية، ممهدا الطريق لانضمام دول اخرى لا سيما فنزويلا وبوليفيا والبرازيل
نصيحة من حليف لاميركا
استشراف مستقبل العلاقات الاميركية مع السعودية لا يوحي برؤية تغيرات جذرية او تكتيكية في المدى المنظور نظرا “لبقائهما في مركز المأزق الاقليمي الذي شاركتا بانشائه،” وفق توصيفات توماس ليبمان؛ والذي يشاطره عدد من الساسة الاميركيين، من الحزبين، لا سيما ان مرشحي الحزب الجمهوري الطامحين لمنصب الرئاسة سيواصلون السير على ذات النهج الراهن: تعزيز العلاقات مع الرياض وربما اخضاع بعض اوجهها لتطورات تقتضيها متطلبات المرحلة والتحولات الاقليمية
في الشق الاستراتيجي والحسابات بعيدة المدى، تجدر الاشارة الى نصائح رئيس الوزراء الاسترالي الاسبق، مالكولم فريزر، الذي اعتبر الولايات المتحدة “حليفا خطرا،” يؤذي كل اتباعه. جاء ذلك في كتاب نشره مؤخرا بعنوان “حلفاء خطيرين،” محذرا من استمرار اعتماد بلاده على علاقات التبعية للولايات المتحدة وتنفيذ سياساتها في التدخل بشؤون الدول الاخرى، والتي بالنسبة لاستراليا “ستقود حتما الى مواجهة مباشرة مع الصين.” التاريخ الحديث مليء بتجارب حلفاء اميركا الذين تخلت عنهم، لا سيما في وطننا العربي، انتصارا لسياساتها ومصالحها دون ادنى اعتبار للآخرين. لعل صرخة فريزر تدق في جدران خزان التبعية مطلقة صيحة استقلالية حقيقية