المقدمة
أمام انشغال العالم بالحشد العسكري الأميركي والتهديد بعدوان ضد فنزويلا، قفز الاهتمام الى “الشرق الأوسط” وتجديد واشنطن تهديداتها لايران مقرونة بتحريكها قطعاً بحرية إضافية للمرابطة في الخليج العربي واتخاذ مهام قتالية ضد ايران “ان تطلب الأمر.”
سيستعرض قسم التحليل تكثيف واشنطن لتواجدها العسكري في المنطقة على ضوء إعلانها إلغاء بعض التدريبات والمناورات المشتركة لحلف الناتو، مما يجدد التكهنات بتوجهها نحو حرب مع ايران.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
ايران والولايات المتحدة
أثنت مؤسسة هاريتاج على سياسة “الديبلوماسية المسلحة” للإدارة نحو إيران التي أضحت “أشد عزلة من السابق،” لا سيما في الشق العسكري بارسال مجموعة سفن وحاملات طائرات للمنطقة “لأن (اميركا) تستطيع” القيام بذلك، والتواجد العسكري المكثف هو في سياق “استمرارية صراع العين بالعين بين البيت الأبيض والنظام في طهران.” وأضافت أن إدارة الرئيس ترامب “لا تكن ثقة بالاتفاق النووي الذي وفر لطهران سيولة مالية وإعفاء من العقوبات مقابل قيود واهية” على برنامجها النووي. وأوضحت أن جذر الأزمة مع طهران يتمثل في “.. سعيها لاستخدام الساحة السورية كممر استراتيجي يهدد بقاء إسرائيل.”
في تغطية متوازية لمؤسسة هاريتاج، اعتبرت أن الرئيس ترامب أوفى بوعوده “لممارسة أقصى حد للضغوط” على إيران تجلت في “إعلان وزير الخارجية مايك بومبيو عن ادراج الحرس الثوري كمنظمة إرهابية؛ وعدم تجديد اعفاءات استيراد النفط الايراني لثماني دول.”
https://www.heritage.org/terrorism/commentary/maximizing-pressure-terrorism-importer
ما بعد “دولة الخلافة”
أصدر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية تقريراً يعالج فيه جملة العوامل المتداخلة التي تؤسس “للعصيان المدني وزعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا .. لكل دولة على حدة.” وأوضح أنه نظراً لطبيعة المنطقة “التي تضم مزيجاً متنوعاً من الهويات ودول مختلفة من الجيران، وفي أغلب الأحيان اختلافات رئيسة في الانتماءات العرقية والإقليمية والقبلية والطائفية .. مما يضعها عرضة للتطرف والإرهاب، وتعسير مهمة تحديد العوامل بدقة.” واعتبر المركز أن الغالبية الساحقة من السكان في تلك المنطقة “مسلمون يعانون من سلسلة تحديات وقضايا على صعيد البنى المدنية هناك والتي قد تؤدي إلى اندلاع اضطرابات سياسية والتطرف والارهاب والصراعات المحلية،” والتي تطرقت لها “تقارير الأمم المتحدة الخاصة بعوامل التنمية العربية .. بالإضافة لعدد كبير من الدراسات الأكاديمية والتقارير الاستخباراتية،” كما أردف. وخلص بالقول ان تلك العوامل التي وردت في تقريره “تشكل دليلاً عملياً لما آلت إليه الأوضاع في دول مثل سوريا والعراق واللتان نالتا مرتبة الدول الفاشلة؛ ودول بغالبية إسلامية أخرى خارج المنطقة مثل أفغانستان والصومال.”
تنظيم الإخوان
ناقض معهد كارنيغي نداءات بعض المسؤولين الأميركيين لإعلان “تنظيم الإخوان المسلمين مجموعة إرهابية .. لما يشكله من تقويض للجهود المستمرة بضمان سلامة الأميركيين من آفة الإرهاب.” واستطرد المعهد أن “الإخوان لا ينطبق عليهم التعريف القانوني كمنظمة إرهابية أجنبية، بل ليس هناك من دليل قاطع لاستخدام التنظيم وسيلة العنف لتحقيق مآرب سياسية، كما أنه لم يستهدف الأميركيين عن قصد.” أما فروع التنظيم الأخرى “والتي تستخدم العنف كحماس وحسم ولواء الثورة قد تم إدراجها على لائحة المنظمات الإرهابية.” وحذر المعهد بأن مضي البعض في أدراج “تنظيم الإخوان المسلمين بشكل أوسع سيحرم الولايات المتحدة من الأدوات التي تمكنها من تعقب تلك المجموعات؛ وسينجم عنه أزمات ديبلوماسية متسلسلة نظراً لعضويته في البرلمانات وحتى الحكومات في عدد من الدول.” وخص المعهد تنظيم الإخوان في مصر الذي إن “تم إدراجه سيؤدي للإضرار بالمصالح الأميركية” في المنطقة.
اليمن
اعترض معهد واشنطن على الدعوات المتكررة للسياسيين الأميركيين بوقف دعم واشنطن للمجهود الحربي السعودي في اليمن، معتبراً ذاك الخيار “هو الأقل فاعلية لوقف القتال .. وما يشكله أيضا من مضاعفات على المصالح الأميركية؛ بل أن الانسحاب السعودي من اليمن (أن تم) سيشجع الحوثيين وداعميهموداعميم الإيرانيين” على عدم التكيف مع وقف اطلاق النار “وتحقيق إنجاز عسكري.” وعلل موقفه بأن صيغة التسوية التفاوضية “قد تنهي الحرب في وقت مبكر؛ لكن الأطراف المعنية لا توافق على ذلك إلى أن تصل إلى حالة من الجمود العسكري (داعياً) لتضمين التسوية ترتيبات لتقاسم السلطة بحيث تمنح جميع الفصائل سلطة سياسية وفوائد اقتصادية بما يتناسب مع وزنها الديموغرافي.” والحل الوحيد في عرف المعهد هو “زيادة الدعم الأميركي للتحالف الذي تقوده السعودية وتمكينه من السيطرة على الحديدة (ومينائها) وتسخير النفوذ الناجم عن ذلك لفرض صيغة على الطرفين لانهاء القتال وتوقيع اتفاق لتقاسم السلطة.”
https://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/a-real-plan-to-end-the-war-in-yemen
تركيا
أعرب معهد واشنطن عن ثقته بفوز الرئيس اردوغان وحزبه في جولة أعادة الانتخابات في اسطنبول مستنداً إلى الفارق النسبي البسيط بين مرشح حزب الشعب الفائز، أكرم إمام أوغلو، ومرشح حزب العدالة، بن علي يلدريم، لا تتجاوز 1% من الأصوات. أما “إمام أوغلو فهو يواجه معركة يتعذر عليه الفوز بها لأن اردوغان ل يألو جهدا سواء من النواحي القانونية او السياسية او الديبلوماسية لضمان انتصار مرشحه .. خاصة وأنه يسيطر على ما يقرب من 90% من وسائل الإعلام في البلاد؛ وقد يعلق العمل ببعض الحريات الديموقراطية لقلب موازين القوى لصالح مرشحه.” واضاف بالقول انه في حالة عدم وثوق اردوغان من الفوز “فقد يلغي الجولة المقبلة في 23 حزيران كلياً .. وقراره (في 6 أيار/مايو) وتداعياته المقبلة قد تشوّه مؤسسات البلاد وتعيدها إلى عام 1946” الذي شهد انتخابات متعددة الأحزاب لأول مرة.
الصين
أعرب معهد كارنيغي عن قلقه من النفوذ الصيني المتنامي في الشرق الأوسط “عبر التنمية الاقتصادية والالتزام بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية” لدول المنطقة؛ واعتقاد بكين أنها قادرة على “تعزيز علاقاتها مع دول متناحرة واقرب للحرب فيما بينها.” وأوضح أن تلك الفرضية (عدم التدخل) على الأرجح “ستثبت سطحيتها خاصة حين يؤكد حلفاء الولايات المتحدة هناك على مصالحهم الخاصة.” وأضاف نقلاً عن ندوة عقدها المعهد النظير في بكين حول الشرق الأوسط أن لدى النخب السياسية والفكرية الصينية “قناعة بأن بلادهم تستطيع تجاوز التورط السياسي باصرارها على مشاريع للتنمية من طهران لتل أبيب؛” معتبراً أن تلك الرؤيا التجارية “لا يمكنها الصمود والديمومة في منطقة يتعذر علاجها؛ بل تخاطر بكين بمستقبل استثماراتها وتفتح فرصاً جديدة أمام الولايات المتحدة.”
https://carnegieendowment.org/2019/04/29/china-s-risky-middle-east-bet-pub-79051
التحليل
إيران في المرمى الأميركي والهدف
إخضاع الصين بحرمانها من مصادر الطاقة
شهدت واشنطن في الأيام القليلة الماضية سلسلة اجراءات وتدابير متزامنة أولويتها قرع طبول الحرب ضد إيران، بدءاً بإعلان حالة الاستنفار القصوى في الاسطول الخامس المرابط في البحرين، مقروناً بإعلان مستشار الأمن القومي جون بولتون عن توجه حاملة الطائرات، آبراهام لينكولن، وأربع قاذفات استراتيجية من طراز ب-52 إلى الخليج العربي؛ وإلغاء وزير الخارجية مايك بومبيو لاجتماع مقرر مع المستشارة الألمانية انغيلا ميركل متوجاً للعراق على عجل.
وما لبثت القيادة العسكرية الأميركية أن أعلنت تصريحات مغايرة لفريق الحرب في واشنطن (بولتون، وبومبيو، نائب الرئيس مايك بينس) يلمس منها تراجعاً عن خطابات التهديد والوعيد لإيران.
قائد القوات البحرية الأميركية في الشرق الأوسط، جيم مالوي، والذي يتبع تراتبياً للقيادة الوسطى، صرح لوكالة “رويترز” للأنباء أنه سيعطي الأمر لحاملة الطائرات، “آبراهام لينكولن” والمجموعة الهجومية المرافقة لها، بعبور مضيق هرمز إذا احتاج الأمر؛ قاطعاً الجدل بسردية إغلاق المضيق التي تتبناها واشنطن الرسمية.
كما صرّح المبعوث الأميركي الخاص لإيران، برايان هوك، موضحاً بأن “ارسال حاملة الطائرات لمياه الخليج ليس رسالة سياسية، بل دفاعاً عن النفس” في ضوء ورود أنباء عن تهديدات للقوات الأميركية.
المفتش الدولي الأسبق لدى العراق، سكوت ريتر، أكد بأن ارسال حاملة الطائرات المذكورة للخليج “كان إجراءً روتينياً،” وهو ضابط الاستخبارات السابق في سلاح مشاة البحرية، المارينز، الأميركي. الثابت أن الحاملة والقطع المرافقة لها تحركت الشهر الماضي للمشاركة في مناورات بحرية في مياه البحر المتوسط، انطلاقاً من قاعدتها في نورفولك بولاية فرجينيا.
القيادة المركزية للقوات الأميركية أدرجت حاملة الطائرات المذكورة على رأس مهامها القتالية لتتبع ومراقبة “تزايد الوجود البحري الروسي” في مياه المتوسط؛ وطائرات التجسس الالكتروني المرافقة لها كلفت بمراقبة “حجم الغارات الجوية لروسيا في مناطق إدلب وحلب وحماه .. والإبقاء على الجهوزية العسكرية أن تطلبت الظروف تعزيز التواجد العسكري الأميركي شرقي البحر المتوسط؛” من ضمنها شن غارات بصواريخ كروز على سوريا في حال صدور قرار رئاسي بذلك.
تحريك الحاملة والقطع المرافقة لها بالقرب من مياه الخليج اسفر عن إلغاء البنتاغون جملة مناورات مشتركة لحلف الناتو في البحر المتوسط، بل تغيير المهمة من مراقبة العمليات الروسية في سوريا إلى منطقة الخليج ينم عن أمر بالغ الخطورة في مجمل الاستراتيجية الأميركية اقتضى تلك التغييرات الجوهرية، لا سيما وأن القرار بذلكبضلك صدر عن مصدر غير عسكري، جون بولتون، ولم تؤكده البنتاغون إلا بعد مضي 24 ساعة.
ريتر وفي مقال له نشرته أسبوعية ذي أميركان كونسيرفاتيف، 10 أيار الجاري، فنّد ادعاءات كل من بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو، لا سيما وأن الأخير استدعي على عجل لاجتماع رفيع المستوى لمجلس الأمن القومي بطلب من قيادة الأركان المشتركة.
أثارت تصريحات بولتون النارية، لا سيما إعلانه عن حاملة الطائرات بدلاً من البنتاغون، ردود فعل قاسية بين السياسيين والمراقبين على السواء عبرت عن قلقها من قيادته الولايات المتحدة نحو حرب (مع إيران) هي غير مستعدة لها “استناداً إلى معلومات استخباراتية مصطنعة،” قيل لاحقاً أن مصدرها “إسرائيل.”
ريتر، من جانبه وما يمثله من امتداد ونفوذ داخل المؤسسة الاستخباراتية، أوضح أن الثنائي بولتون – بومبيو “ينفذان سياسة أملتها الاستخبارات الإسرائيلية ومررتها لبولتون في اجتماع بالبيت الأبيض يوم 16 نيسان/ابريل 2019.” أما طبيعة المعلومات، بحسب ريتر، فكانت عبارة عن “تحليل أجرته الموساد يتضمن جملة من السيناريوهات (الافتراضية) التي قد تخطط لها إيران.”
وبحكم موقعه وخبرته الاستخباراتية، انتقد ريتر بشدة شبكة (سي أن أن) الإخبارية لترويجها نبأً عسكرياً لم تتثبت من صحته حول “تحريك إيران بطاريات صواريخ باليستية قصيرة المدى على متن زوارق لمياه الخليج.” وقال أن الخبر الذي انتشر كالنار في هشيم واشنطن “سخيف ومنافي للمنطق .. لسنا على يقين بأن لدى إيران القدرة على إطلاق صواريخ (باليستية) من على متن زوارق حربية؛ كما أن ترسانتها الصاروخية هي متحركة على الأغلب؛ واعتراضها عبر غارات جوية شبه مستحيل” في العلم العسكري.
بعض الخبراء العسكريين استهزؤا بتعليل بولتون لإرسال حاملة الطائرات، آبراهام لينكولن، لمياه الخليج بقوله انها رسالة سياسية لإيران بأن “.. أي هجوم على مصالح الولايات المتحدة أو تلك العائدة لحلفائنا سيواجه بقوة لا تلين.”
مضى الخبراء بالقول أن مياه الخليج العربي ضيقة وتحد من مدى مناورة التحرك التي تحتاجه الحاملة، مما يجعلها هدفاً سهلاً للهجمات نظراً لحجمها الهائل. ويعتقد اولئك أن تحويل مهمة الحاملة والقطع المرافقة من مياه المتوسط لمياه الخليج، وفق تصريحات بولتون، يعزز فرضية عكس ما يهدد به فريق الحرب؛ أي أن الولايات المتحدة لا تنوي مهاجمة إيران.
إذن، الهدف الأقرب للتصديق من تلك التحركات والمناورات وتصعيد الخطاب السياسي، وفق منطق الخبراء، يكمن في استفزاز ايران واستدراجها لاشتباك ولو محدود، إما ضد القوات الأميركية أو أهداف أخرى في السعودية، وتحقيق جاذبية الإغراء الذي أعده الثلاثي: بولتون وبومبيو وبينس بضرورة الرد على الهجوم الافتراضي. بل، “من المرجح افتعال التقاط إشارة خاطئة بهجوم على الحاملة” لينتشي فريق الحرب المذكور “.. كما جرى في حادثة الهجوم على السفينة ليبرتي” في حرب حزيران 1967.
توقيت التهديدات الأميركية لم يكن صدفة أو عفوياً، خاصة بعد هزيمة مشروعها لإخضاع فنزويلا والسيطرة على ثرواتها النفطية والمعدنية، وعودة كوريا الشمالية لتجاربها الصاروخية متحدية المؤسسة الحاكمة في واشنطن.
فإيران وفنزويلا لديهما مخزوناً هائلاً من النفط ولا تزالان خارج النفوذ الأميركي. كما أن ايران وقطر تتشاطآن في ثروة ضخمة من الغاز الطبيعي، مما يسيل لعاب صناع القرار الأميركي ومصالح شركاته المعولمة.
في هذا السياق، تعثرت مساعي واشنطن لفرض رؤيتها الاقتصادية على الصين ملوحة بفرض عقوبات عليها عبر رفع التعرفة الجمركية على منتجاتها.
عند الأخذ بعين الاعتبار الدور المركزي للصين في الاقتصاد العالمي، لا سيما عدم امتثالها للعقوبات الأميركية المفروضة على كل من إيران وفنزويلا، وتصميم واشنطن على محاصرتها في قطاع الطاقة تحديداً تتبلور صورة مختلفة عن السرديات الرسمية الساعية لاسترضاء عطف الدول التي تتحكم واشنطن باقتصادياتها، اوروبا الغربية واليابان بشل خاص.
إن لم تستطع واشنطن تحقيق هدفها بالسيطرة على الثروة النفطية في إيران، وهو المرجح، فإنها ستفقد أحد أهم ركائز استراتيجيتها لتطويع الصين عبر التحكم بمصادر الطاقة المختلفة؛ وستدفعها لتكرار المحاولة ربما باستحداث اساليب مختلفة استناداً إلى رفض صناع القرار السياسي القبول بالتغيرات الدولية التي أفرزت منافسين اقوياء للولايات المتحدة، بل هم يتحدونها بسياسات ومواجهات أشد من مناخ الحرب الباردة بين القطبين العظميين؛ وهي منشغلة في الإعداد لانسحابها من أفغانستان بشكل منفرد وعبر ترتيبات وتفاهمات مع روسيا للانسحاب من سوريا.
أما “المعلومات الاستخباراتية” التي تتلطى وراءها واشنطن الرسمية لتبرير تصعيدها حدة التوتر في المنطقة ثبت أنها مفتعلة ولا تستند إلى حقائق ملموسة. سكوت ريتر كان أكثر الخبراء وضوحاً بقوله إن “.. اسرائيل ومن خلف الستار تزود المعلومات الاستخباراتية والتحريض مما يحيل تصرفات بولتون إلى قدر أعلى من المساءلة. وتدل على أن جون بولتون وليس إيران هو ما يمثل الخطر الأكبر على الأمن القومي الأميركي اليوم.”