التقرير الأسبوعي 11-06-2015

المقدمة
استمرت سوريا تصدر اهتمامات وسائل الاعلام ومراكز الفكر والابحاث المختلفة، وتزامنها مع عقد انتخابات محلية في عدد محدود من الولايات، ونتائجها التي تشكل مؤشرا على الانتخابات الرئاسية العامة العام المقبل.
سيستعرض بند التحليل النتائج “التمهيدية” واتساقها مع الخريطة الانتخابية للمرحلة الحاسمة المقبلة، لا سيما فيما مثلته بعضها من تحديات جاءت عكس حسابات الحزب الديموقراطي في بعض مراكزه القوية. والتوقف ايضا عند “اولويات” القاعدة الانتخابية عند هذا المفصل، وابرزها السياسة الحزبية من مسألة الهجرة، وعزوف جزء ليس بسيط من الناخبين عن دعم الحزب الديموقراطي وسياسات البيت الابيض.
في الشق المقابل سيتم تناول النتائج واهميتها للحزب الجمهوري، وما دلت عليه مبكرا من حصر السباق الانتخابي بين مرشحين اربعة من الجمهوريين: دونالد ترمب، بن كارسون، تيد كروز، وماركو روبيو؛ مقابل المرشح الابرز عن الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون. ننبه ايضا ان اللوحة الانتخابية الراهنة ستخضع لتعديلات واستقطابات واصطفافات جديدة وربما مغايرة للوضع الحالي، خلال العام المقبل.

ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
استراتيجية ام سياسة اميركية في سوريا

في معرض مراجعة لحيثيات السياسة الاميركية، وجه معهد ابحاث السياسة الخارجية سهام انتقاداته لهزال سياسة ادارة الرئيس اوباما في كل من سوريا والعراق “وتلكؤها القيام بدور قيادي” في الحملة ضد تنظيم الدولة الاسلامية، مستدركا ان الادارة قد تكون محقة احيانا خاصة في ظل غياب اجماع بين الساسة الاميركيين من الحزبين “لتحديد دقيق لماهية عناصر المصالح الاميركية في سوريا او فيما يخص الدولة الاسلامية على المدى الطويل.” وذكر صناع القرار بان “الهدف المركزي لأي استراتيجية تخص الدولة الاسلامية ينبغي ان ينص على وضع نهاية للأزمة السورية .. رغم ما ينطوي عليه من ترتيبات وعقد مقايضات مع الخصمين روسيا وايران.” وحذر واشنطن ان الساحة السورية “لا تحمل اي خيارات جيدة للولايات المتحدة .. وتؤدي بها في المحصلة الى الاقلاع عن الانخراط.” واثنى المعهد على سياسة الانخراط الحذر للادارة الاميركية عملا بنصيحة وزير الخارجية رئيس هيئة الاركان الاسبق، كولن باول، “الانخراط يعني تحمل المسؤولية .. اذ ان توجه الولايات المتحدة في سورية انطوى على اهمال التعامل مع الأزمة، لكنها ليست مسؤولة بشكل تام عن تفاقمها.”

http://www.fpri.org/geopoliticus/2015/11/us-troops-syria-quick-assessment-us-strategy-combat-islamic-state-one-year

اصدر معهد كاتو حكما مسبقا بفشل سياسة اوباما ارسال قوة متواضعة من القوات الخاصة الاميركية الى سوريا، على الرغم من “اخفاق الحملة الراهنة تحقيق تراجع في اندفاع تنظيم الدولة الاسلامية، بل حققت نجاحا اكبر في احتوائه بفضل الغارات الجوية .. وحرمته من السيطرة على مزيد من الاراضي.” واعرب عن اعتقاده انه بالامكان “تعزيز جهود احتوائه عبر اساليب غير عسكرية، وبشكل خاص، توجيه حلفاء مثل تركيا والسعودية وقطر استهداف مصادر تمويل التنظيم .. ووقف تدفق المقاتلين الاجانب لصالحه.” وحذر من نزعة المضي بتوسيع حجم التدخل العسكري ضد التنظيم “لما ينطوي عليه من تداعيات محتملة لامتداد الصراع في سوريا والعراق الى مناطق اخرى في الاقليم.”

http://www.cato.org/publications/commentary/obamas-syria-strategy-doomed-fail

تجدد النقاش في مسألة انشاء منطقة حظر للطيران في سوريا وتناول معهد الدراسات الحربية استعراض ما اسماه الخيارات المتوفرة في هذا الشأن، منها “تحديد نطاق منطقة الحظر بأفق جغرافي، وتغطيتها فضاء محدود من الاجواء السورية، والنظر اليها من زاوية تخفيض الموارد المطلوبة والمخاطرة الماثلة امام الاسلحة والقوات الاميركية وفي نفس الوقت توفير منطقة حظر للطيران قابلة للاستمرار والتنفيذ.” واستدرك بالقول ان ما سبق عرضه من “خيارات يفترض تأييد ودعم كل من الاردن وتركيا ..”

http://www.understandingwar.org/backgrounder/us-options-syrian-no-fly-zone

اعتبر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية مسألة عقد مفاوضات للتسوية في سوريا بانها ثمة “اعراض وليس امراض .. ناجمة عن اخفاق نظام الاسد توفير احتياجات شعبه على امتداد عقود من الزمن.” ونفخ المركز من باب الطائفية وتقسيم الشعب السوري الى “مكونات طائفية استأثر العلويون بالسلطة ومكاسبها بالتعاون مع شريحة مختارة من التجار السنة.” وشدد المركز على ان “انفجار العنف في سوريا .. لم يأتِ نتيجة تدخل خارجي واصوات ولاعبين متطرفين .. بل نتيجة افقار وحجز طاقات جزء كبير من المواطنين السوريين.”
http://csis.org/publication/negotiating-peace-syria-between-whom-and-what

حذر معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى القوى المجتمعة في فيينا من ضرورة “التيقن لماهية الحملة الانتخابية المنوي تطبيقها في سوريا، وطبيعة آليات الاشراف عليها .. والابتعاد عن التداول بصيغة بقاء الاسد لحين عقد الانتخابات الجديدة.” واضاف ان الحل المنشود لا يمكنه البقاء الا عبر “حكومة جديدة قادرة على بناء مناخ آمن للنقاش والتعبئة العامة وارساء الاسس لاجراء انتخابات على المستويات المحلية والمحافظات والوطن بشكل عام.” كما حث هيئة الامم المتحدة على التحلي “بالجدية .. عوضا عن الصياغة المطاطة للبند السابع في اعلان فيينا” الاخير.

http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/the-vienna-declaration-precision-is-key-to-avoiding-a-slippery-slope

المملكة السعودية
حذر معهد كارنيغي السلطات السعودية من استمرارية التعامل “بنهج العنف والاقصاء .. مع المتظاهرين الشيعة وتباينه في التعامل مع الجهاديين السنة وانه سيؤدي الى مزيد من العنف محلي المنشأ.” واوضح المعهد مخاطر الحكم بالاعدام الصادر بحق الشيخ علي النمر بحجة “عصيان الحاكم” اذ ان “القرار لا يسلط الضوء على هذه القضية وعقبات سلامة سير الاجراءات فحسب.. بل على تداعيات الانقسامات المذهبية على شيعة السعودية.” واشار المعهد الى سعي السلطات السعودية “اعادة تعريف الجهاد ومكافحة الارهاب ببرنامح المناصحة” الذي اقره الامير محمد بن نايف عام 2004 والذي اضحى بمثابة الفيصل في اعتبار “الجهاد الشرعي الوحيد هو الذي يأمر به الملك .. وطغيان الكراهية ضد الشيعة في الخطاب السني.” ومضى المعهد محذرا السلطات السعودية من خطورة نهجها الراهن، لا سيما بعد “مواجهة رجل شيعي وزير الداخلية السعودي بحذر،” عقب تفجير مسجد للشيعة في 22 ايار الماضي وقوله ان “الدولة شريكة في الهجوم لانها فشلت في تأمين اجراءات أمنية فعالة لحماية الشيعة. وزير الداخلية رد بحزم أن الدولة هي الكيان الوحيد المخول فرض الأمن.” وخلص بالقول الى ان البلاد مقبلة على “مزيد من العنف محلي الصنع .. وصعوبة احتواؤه مع تراجع اسعار النفط ولن يكون بوسعها الاستمرار في سراء الصحافيين او الواعظين على المدى الطويل لنشر الرسالة الرسمية المفضلة.”

http://carnegieendowment.org/sada/?fa=61879&lang=ar&mkt_tok=3RkMMJWWfF9wsRohs6vOZKXonjHpfsX76%2BgtXaKg38431UFwdcjKPmjr1YQHTsd0aPyQAgobGp5I5FEIQ7XYTLB2t60MWA%3D%3D

تركيا
اعرب معهد المشروع الاميركي عن ثقته بتزوير نتائج الانتخابات التركية الاخيرة استنادا الى معلومات ودلائل مادية توضح “ضلوع (الرئيس) اردوغان التلاعب” بالنتائج لضمان تفوق حزبه. واوضح ان بعض التدابير المتبعة شهدت “تعدد تسجيل مؤيدي حزب العدالة والتنمية في اكثر من دائرة انتخابية، وبالتالي الادلاء بالاصوات مرتين او اكثر.” واضاف ان المجلس التركي الاعلى للانتخابات، الذي ينظر في المخالفات “اضحى بعيدا عن استقلالية قراره، بل تحت قبضة (الرئيس) اردوغان.” وخلص بالقول ان “الارقام لا تكذب. اردوغان سرق نتائج الانتخابات، ببساطة.”

The numbers prove the AKP cheated in Turkey’s elections

اعتبر معهد كارنيغي فوز حزب العدالة والتنمية باغلبية الاصوات بأنه دليل على “نجاحه في اقناع شريحة واسعة من الناخبين بأنه الحزب الوحيد القادر على الحفاظ على الاستقرار الداخلي ..” على الرغم من الاعتقاد الشعبي السائد بأن “حزب العدالة والتنمية .. حدد اهدافه ببسط الاستقرار وتوفير الأمن ووحدة البلاد، وضحّى بالسلام من اجل (الفوز) بانتخابات خاطفة.” واضاف ان اردوغان نجح في “ترسيخ قبضته على السياسة المحافظة اليمينية وعدم فسح المجال امام ظهور خصم يلتقي معه حول العقيدة نفسها،” في اشارة الى ما تردد قبل الانتخابات من عودة الرئيس السابق عبد الله غول وربما بروز “حزب جديد منشق عن حزب العدالة والتنمية.” وخلص بالقول ان الانتخابات اسفرت عن “انقسامات عميقة في تركيا .. وعدم استعداد النخب السياسية الاصغاء للطرف “الآخر،” بسبب الغشاء على عيونها انطلاقا من “شعورها بالاطمئنان وبقائها في مناصبها.”

http://carnegieendowment.org/sada/?fa=61862&lang=ar&mkt_tok=3RkMMJWWfF9wsRohs6vOZKXonjHpfsX76%2BgtXaKg38431UFwdcjKPmjr1YQHTsd0aPyQAgobGp5I5FEIQ7XYTLB2t60MWA%3D%3D

التحليل

مؤشرات انتخابية اميركية تهدد احلام هيلاري الرئاسية

آفاق انتخابات تمهيدية
جرت انتخابات “فرعية” في عدد محدود من الولايات الاميركية، مطلع الاسبوع، ومغزى نتائجها على الانتخابات الرئاسية المقبلة، خاصة في ظل اداء متواضع للحزب الديموقراطي في بعض مراكزه القوية، وفوزه في البعض الآخر، ودلالات نجاح خصومه في الحزب الجمهوري وما يشكله من تحديات اضافية لقيادة الحزب.
من بين الولايات “الاشكالية” للحزب الديموقراطي كينتاكي وفرجينيا، اذ تصوت الاولى عادة لصالح الحزب الجمهوري لكن مجلسي النواب والشيوخ يخضعان لسيطرة تيار محافظ في الحزب الديموقراطي، والذي لا يتورع عن تسجيل اختلافه مع قيادة الحزب. ولاية فرجينيا اتخذت نقلة نوعية في العقد الحالي بالتصويت لصالح الحزب الديموقراطي، مما اسفر عن منصب حاكم الولاية لصالحه، في السابق، بينما اخفق مرشحوه عن حصد اغلبية في مجلسي النواب والشيوخ للولاية.
ما يثير الانتباه والقلق في آن للحزب الديموقراطي ان منصب حاكم ولاية كينتاكي فاز به المرشح الجمهوري مات بيفن ونائبته السوداء (من اصول افريقية) جنين هامبتون، بنسبة 53% مقابل 44% للحاكم الديموقراطي الحالي جاك كونواي، الذي بشرت استطلاعات الرأي بفوزه قبل بضعة ايام من اجراء الانتخابات؛ وهي المرة الثانية لحاكم جمهوري منذ عام 1971، وفاز الحزب الجمهوري ايضا بمناصب رفيعة اخرى في الولاية.
لا يستبعد ان يراهن الحزب الجمهوري على جنين هامبتون لكونها امرأة بالدرجة الاولى والتعويل على تسويقها في مرحلة الانتخابات الرئاسية المقبلة، وما ترمز اليه تلك الخطوة من التقرب لشريحة السود من اصول افريقية، وامتدادا للاقليات العرقية الاخرى ابرزها الناطقة باللغة الاسبانية، وكسب اكبر تأييد ممكن لمرشحيه.
كنتاكي، الولاية الهامشية في التوازنات الحزبية الداخلية، فاجأت قادة الحزب الجمهوري ايضا لتأييدها مرشح تيار حزب الشاي، مات بيفن، والذي “تجرأ” على منافسة الابن المدلل للمؤسسة ورئيس مجلس الشيوخ، ميتش ماكونل، العام الماضي. وبلغ استهتار قيادة الحزب، ممثلة بجمعية حكام الولايات الجمهوريين، ان احجمت عن دعم بيفن اعلاميا في بداية الحملة، ثم تراجعت عن قرارها وضخت نحو 2.5 مليون دولار في الاسبوعين الاخيرين. تصالح الصديقين اللدودين، بيفن وماكونل، بعد وساطات من شخصيات نافذة في الحزب جسدها الاخير بتأييد بيفن في عدد من الدوائر الانتخابية.
ايضا، هزم المحاسب العام للولاية، ادم ادلين، في انتخابات كنتاكي وهو الذي كان الحزب الديموقراطي يعول عليه لمنافسة النائب في مجلس الشيوخ عن ولاية كنتاكي، راند بول، الجولة المقبلة عند اضطراره التخلي عن منصبه في الكونغرس ليخوض حملة الانتخابات الرئاسية.
في ولاية فرجينيا المحافظة، احتفظ الحزب الجمهوري باغلبيته في مجلس شيوخ الولاية ثمرة حملة انتخابية شرسة للطرفين، وما سيسفر عنه من استمرار حالة الشلل التشريعي لحاكم عن الحزب الديموقراطي ومجلس تمثيلي تحت سيطرة الحزب الجمهوري؛ اسوة بالشلل الراهن بين الرئيس اوباما ومجلسي الكونغرس. من اهم تداعيات نتائج فرجينيا تقويض حظوظ الحاكم الحالي، تيري مكوليف، حشد الولاية للتصويت لصالح المرشحة هيلاري كلينتون، عام 2016.
يشار في هذا الصدد الى الجولة الانتخابية المكثفة التي قام بها مكوليف، نيابة عن مرشحي الحزب الديموقراطي، في عموم الدوائر الانتخابية، وحضوره نحو 24 نشاطا انتخابيا في الايام الاربعة التي سبقت الانتخابات، خاصة وان كافة المقاعد النيابية في المجلسين وعددها 140 مقعدا كانت مدرجة على قوائم الاقتراع. الحزب الجمهوري فاز باغلبية بسيطة من مقاعد مجلس الشيوخ، 21 مقابل 19، واحتفظ باغلبية بينة في مجلس النواب.
تعد ولاية فرجينيا احد المعاقل الرئيسة لجماعة الضغط المرتبطة بسوق اقتناء الاسلحة، واحتفظت بتلك الميزة على الرغم من ضخ الملياردير وحاكم ولاية نيويورك السابق، مايكل بلومبيرغ، موارد كبيرة لتعديل النتيجة. وعليه، تراجع او هزيمة التيار المعتدل المطالب بوضع قيود على اقتناء السلاح اتى مؤشرا على ادراج الحزب الديموقراطي للمسالة من عدمها، المحكوم بفشلها مسبقا. بل سجلت الاشهر الستة السابقة من العام الجاري تزايدا مضطردا لمبيعات الاسلحة الفردية.
ركيزة الحزب الديموقراطي الاخرى كانت قضية التسامح والاعتدال في مسألة الهجرة المتفاقمة دون علاج، وتلقى مرشح الحزب المؤيد للهجرة، روس ميركاريمي، هزيمة وصدمة في اشد المدن الاميركية اعتدالا وقدوة استشرافية في المجتمع، سان فرانسيسكو.
استغل خصوم ميركاريمي اقدامه مطلع العام الجاري على اطلاق سراح معتقل مصنف “مهاجر غير شرعي،” وفق صلاحياته القانونية، على الرغم من طلب سلطات الأمن الفدرالية مواصلة احتجازه. من سوء حظ ميركاريمي ان المفرج عنه اتهم بارتكاب جريمة قتل مواطنة بلغت 32 عاما، مما عرضه لمزيد من الانتقادات ومضيه في الدفاع عن حصافة قراره السابق.
خصمه المرشحة فيكي هنيسي استغلت هاجس الأمن للمواطنين واتهمته برفض التعاون مع الاجهزة الفيدرالية المختصة بشؤون الهجرة خلال حملة الترشيح. نتائج الانتخابات تدل على مدى الاعياء لدى المواطن العادي من قضية الهجرة واستيعاب المهاجرين وتداعياتها على برنامج الحزب الديموقراطي، وربما الحاق الضرر بحملة المرشحة هيلاري كلينتون.
افضل النتائج للحزب الديموقراطي جاءت من ولاية بنسلفانيا المحورية، واستطاع مرشحوه الثلاثة الفوز بالمناصب الشاغرة في المحكمة العليا للولاية، وما يمثله من نفوذ يحدد ملامحه المستقبل القضائي للولاية. بينما فاز الحزب الجمهوري باغلبية مقاعد مجلس الشيوخ في الولاية، 31 مقابل 19 للخصم الديموقراطي.
كذلك سجل الحزب الجمهوري بعض التقدم في المجالس النيابية لولاية نيوجيرسي، التي يتربع على منصب حاكمها الجمهوري كريس كريستي؛ الى جانب بعض الانجازات في تشريعات مقترحة في اماكن عدة، من بينها مدينة هيوستن التي صوت فيها الناخبون بمعارضة اقتراح للحزب الجمهوري “لحماية الهوية الجنسية / الجندرية،” لخشيته من اقدام “رجال ارتداء ملابس نسائية ودخول المراحيض المخصصة للمرأة.”
استنادا الى اللوحة الاولية سالفة الذكر، فان اوضاع الحزب الديموقراطي لا تبشر بالخير في الانتخابات الرئاسية. وعبرت اسبوعية “ذي اتلانتيك،” الليبرالية عن قلق الحزب من خسائره بانها تنبيء بفوارق حضارية بين الحزب الديموقراطي والناخب الاميركي، فضلا عن ما ينطوي عليها من “سوء تقدير اليسار لجهوزية القاعدة الانتخابية تحمل تبعات تغيرات اجتماعية، مما اثار ردود فعل عنيفة من قبل التيار الرئيسي للناخبين والذين لديهم مصلحة في الحفاظ على الوضع الراهن.”
واوضحت المجلة ان جولة الانتخابات المتواضعة “شهدت اقبالا ضعيفا من الناخبين، جرت في حفنة من المجالس المحلية،” وحثت التيار الليبرالي الجاهز لتبرير قصوره النظر الى “لماذا ينحو معظم الناخبين المواظبين على مناوئة مستمرة لوجهات نظرهم، او التعرف على سر عزوف جمهور الناخبين عن تبني المواقف الاجتماعية الليبرالية .. واسفرت عن هزيمة عميقة للديموقراطيين في انتخابات غير رئاسية تجري في عهد اوباما، وخففت من حظوظ الحزب على مستوى المجالس التشريعية المحلية، وحكام الولايات، ومجلسي النواب والشيوخ” في الولايات.

مرشحو الحزب الجمهوري للرئاسة
تقدم نحو 18 مرشحا عن الحزب الجمهوري للتنافس على ترشيح الحزب وخوض الانتخابات الرئاسية، وتناقص العدد تباعا لاعتبارات عدة، ليس اقلها تواضع الاداء واحجام الممولين عن فتح خزائنهم امام هذا العدد الكبير. استطلاعات الرأي رست على اعتبار مرشحين اربعة لديهم افضل الحظوظ للمضي بالسباق، ابرزهم دونالد ترمب؛ بن كارسون؛ تيد كروز؛ وماركو روبية. المرشح المفضل والمتعثر، جيب بوش، لم يتخطى سقف الحدود الدنيا من رضى القاعدة الانتخابية على الرغم من الارث العائلي ونفوذها المالي والصناعي الواسع.
اللوحة الانتخابية النهائية لم ترسو على مرشحين بعينهم، وكل المؤشرات الراهنة تدل على تفوق دونالد ترمب يليه بن كارسون في المرتبة الثانية، ويتصارع كل من روبيو وكروز على المرتبة الثالثة. اما باقي المرشحين فلم يحالفهم الحظ لتخطي عتبة 5% من تأييد الناخبين.
احدث استطلاعات الرأي الرصينة اجرته جامعة كوينيباك المتخصصة بقياس توجهات العامة، نشرته في الرابع من الشهر الجاري، اوضح ان نسبة 24% من المشاركين اعربوا عن استعدادهم تأييد دونالد ترمب، مقابل 23% مؤيد لبن كارسون. تقارب النتائج تؤشر على تقلبات حادة في الراي العام، يغذي بعضها كبريات وسائل الاعلام ومصالحها المتشابكة، اذ جاء في استطلاع لشبكة (ان بي سي) للتلفزة تقدم بن كارسون بنسبة 29% مقابل 23% لصالح ترمب.
نتائج جامعة كوينيباك اوضحت البون الشاسع بين الثنائي المذكور والاخرين، اذ اعرب 14% عن تأييدهم لماركو روبيو، و 13% لتيد كروز، وجاء جيب بوش بنسبة ضئيلة مهينة لا تتعدى 4%. الاستطلاعات تعكس حالة شعبية محكومة بافق زماني ومكاني محدد، ولا يزال من المبكر لاوانه اعتماد تلك النتائج كقواعد لاصدار الاحكام والاستنتاجات.
على الطرف الآخر من السباق، تفوقت هيلاري كلينتون على منافسها بيرني ساندرز بنسبة 53% مقابل 35%. تشكل المصداقية نقطة قاتلة لكلينتون امام جمهور الناخبين بنسبة 60% وفق استطلاع جامعة كوينباك.
المثير ان المرشح بن كارسون حصد اعلى نسبة في بند المصداقية بين كافة اقرانه وخصومه من المرشحين، بلغت 62%.
كلينتون تعاني ايضا من هوة ديموغرافية عمادها الجيل الناشيء المؤيد للحزب الديموقراطي تسعى لسدادها بشق النفس. ودل احد استطلاعات الرأي اجرته شبكة (ان بي سي) للتلفزة تراجع نسبة تأييدها ال 33% بين الفئة العمرية من 18 الى 29 عاما، على امتداد رقعة الولايات المتحدة؛ مقابل 48% ايدوا منافسها بيرني ساندرز. يذكر ان كلينتون تفوقت على ساندرز قبل مدة قصيرة في ولاية ايوا، بنسبة 3%، ما لبثت ان تراجعت بين ذات الفئة العمرية.
المقربون من حملة كلينتون يشيرون الى نيتها تعويض الخسارة بنسج علاقات افضل مع قطاعات المرأة التي تشكل ايضا قلقا للحملة نظرا لتعاطف نسبة معتبرة مع خطاب ساندرز المناهض لرؤوس الاموال الكبيرة.
أشّر استطلاع كوينيباك الى امكانية خسارة كلينتون الانتخابات العامة امام بن كارسون بنسبة 50% مقابل 40% لها، رغم فوزها بترشيح الحزب الديموقراطي. واضاف ان نسبة تفوق كلينتون تتبخر هباء بين قطاع المرأة الذي من المرشح ان يدعم كارسون بنسبة 45% مقابل 44% لصالح كلينتون؛ اما قطاع الذكور فسيصوت باغلبية 55% لصالح كارسون مقابل 35% لكلينتون.
الاستاذ المشرف على استطلاع كوينيباك، تيم مالوي، اوضح ان شعبية كارسون “استأصلت جراحيا كافة منافسيه من الجمهوريين باستثناء واحد ويحتفظ بمشرطه ليطرح به تفوق هيلاري كلينتون،” في اشارة الى مهنته كطبيب جراح.
الاستطلاعات المشار اليها اشارت ايضا الى امكانية هزيمة كلينتون امام منافسيها الاخرين، تيد كروز وماركو روبيو، وبالكاد تتفوق على المرشح دونالد ترمب.
وبرر مالوي اسباب تراجع كلينتون المرئية بانها “ستهزم لسجيتها وطباعها، امام هجوم متتالي من قبل كارسون ومواجهة تحديات كل من تيد كروز ودونالد ترمب وماركو روبيو.”
واستدرك مالوي بالقول انه يفصلنا عن موسم الانتخابات فترة زمنية “تعد فيها السنة بانها أزلية وادى السباق الراهن لاحالة بعض المرشحين المتقدمين التمسك بنظام الحفاظ على الحياة.”